القاعدة (1)
الزوج والزوجة (خلقان مُختلفان)
أخي الزوج ، أختي الزوجة : النشأة ، والبيئة ، والتربية ، والأسرة ، والتعليم ، والتركيبة النفسية ، والبنية الجسمية ، ودرجة الذكاء ، والقدرة على ضبط النفس والتحكم في المشاعر ، والفهم المناسب للحياة ، ومقدار الجربة ، وغير ذلك ، نؤمن تماماً باختلافها في الطرفين ( الزوج والزوجة ) فهل نتوقع أن يتطابق الزوجان أو يتشابهان في كل شيئ ، وتصبح قاعدة الزوج ( تريد ما اريد ، وتشعر بما أشعر ) أو قاعدة الزوجة ( يريد ما اريد ، و يشعر بما أشعر )
ان فهم الحياة الزوجية بهذه الصورة هو اعلان الحرب على السعادة ، وتدمير الأسرة ، وتشتت الأبناء ، ، وستصبح الحياة مليئة بالصراعات والاحتكاكات المؤلمة ، فعش بقاعدة ( اريد ماتريدين وأشعر بما تشعرين ) أو ( اريد ماتريد وأشعر بما تشعر ) وتذَكر أن الاختلاف ( للتنوع ) وليس ( للفرقة ) واجعل من الاختلاف سُلّماً ايجابياً للتعلم والاستكشاف والتجربة والصعود ، وليس هبوطاً سلبياً في وحل الآلم والمعاناة والحرمان.
فمن أبسط الحقوق الزوجية وأهمها ( الانس والالفة والمحبة ).
أجزم ان شاء الله تعالى ان احترام حقيقة ( الاختلاف ) واعتباره ( الأصل ) أنه هو أساس الحياة الزوجية السعيدة ، ولعل التجربة خير برهان والطريق لنتائج مذهلة .
--------------------------------------------------------------------------------
القاعدة (2)
الزوجة (ترغب) في التحدث عن المشكلة ، والزوج (يرغب) في حل المشكلة
لا أبالغ إن شاء الله تعالى اذا قلت أنها قاعدة توزن بالكون كله ، فهي أرقى درجات التفاهم ، والسحر الحلال للقلوب ، وبوابة الحب والسعادة الزوجية
تشتكي الزوجة من كثرة اعباء في المنزل ، أو من تربية الأبناء ، أو من مديرة المدرسة أو زميلتها في العمل ، أو منك أو من والدتك أو احدى أخواتك أو من حماتها أو من الشغالة أو جارتها ، أو من الخياط الذي أفسد فستانها أو .... الخ ، وهي في الحقيقة ( انتبه ) لا تريد منك حلاً لهذه المشكلة ولا تريد منك نصيحة ولا تريد منك الا ( الاستماع ) لمشكلتها ولكل المشاكل المحتملة والمستقبلية ، فهي لا تسمح لك بالكلام أو المقاطعة ، ولن تصغي لك لو حاولت التحدث ، وذلك لأنها غير مهتمة بالحلول المطروحة منك ، بل هي تريد ( الإنصات ) فقط ، وكل ذلك ليس استخفافاً بك وبتجربتك وخبرتك في الحياة ( أيها الزوج المبارك ) ولكن هي تداوي نفسها بنفسها ، وتعالج جراحها بلسانها ، وتشعر بتحسن سريع في شعورها كلما طالت فترة الشكوى وامتد الكلام للغوص في أدق التفاصيل لهذه المشاكل لاتدافع أو تتجاهل أو تقدم الحلول ، بل أطلب منها المواصلة في السرد ، قد تنتقل الشكوى من مشكلة الى مشكلة اخرى ، بلا مقدمات أو تمهيد ، فما عليك الا أن تقلب الموجة وتواصل في مسلسل الإنصات ، وتنسى الحلول النهائية والعرض المنطقي والتسلسل المناسب لحل المشكلة أو المشاكل ، وتذكر أن مقاومتك للطرح هي شرارة جديدة أو قطع مفاجي للعلاج النفسي ، وأن انصاتك هو إغلاق دائم لملف المشكلة .
تذكر أخي الغالي : أن الزوجة لاتريد في الغالب منك ( حلاً )، بل تريد ( إنصاتا ) لها ، فعندما تشعر أن هناك مشكلة ما فعليك بتهئية الجو المناسب للحديث ، وعدم التشاغل عنها عند كلامها ، بل كن طالباً عند استاذه ، وسترى أن النقد اللاذع لك والهجوم العنيف عليك ، سيتحول الى تقدير لك وامتنان ، ونسيان للمشكلة.
أمّا تكميم الأفواه ، وفرض حضر الكلام بالقوة ، فأجزم أنه لايصنع حلاً ، ولايغلق ملف المشاكل الأسرية.