محمود خالد النجار المدير العام للموقع
أوسمة العضو عدد المساهمات : 1152 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 11/11/2003 تاريخ التسجيل : 01/08/2009 العمر : 20 الموقع : مصر أم الدنيا العمل/الترفيه : طالب
| موضوع: التنشئة الإجتماعية بين المهمة والصعوبة السبت أبريل 10, 2010 10:56 pm | |
| لا شك أن الحديث عن عملية التنشئة الاجتماعية عند الطفل المغربي، يطرح أمامنا مجموعة من المتغيرات والمؤشرات التي تتداخل فيما بينها في بنية متناسقة لا يمكن فصل بعضها عن البعض الآخر. وهكذا وفي ظل المغامرة الشمولية المحددة لنوع التنشئة الاجتماعية للطفل. يتبين أن هذا الأخير يحمل مدرسته داخل أسرته، ويحمل أسرته داخل مدرسته. ولهذا يبقى لهاتين المؤسستين بنية ترابطية يصعب إيجاد حدود كل واحدة منهما. أين تنتهي الأسرة ومن أين تبدأ المدرسة؟ الأسرة هي مصدر كل ما يدخل في تشكيل الشخصية الأساسية للطفل من خلال تلقين المهارات وإعطاء الخبرات الضرورية لمواجهة الحياة، وبالتالي فهي مركب من مركبات المنظومة الاجتماعية غير أنها تبقى مشروطة بالواقع السوسيوثقافي والاقتصادي والعقائدي للمجتمع. أما المدرسة فهي تعمل على استمرار تنشئة الطفل لتكوين شخصيته الوظيفية. لكن قد يأخذ أشياء مناقضة لما اكتسبه من الأسرة. رغم هذا فالواقع يكشف على أنه توجد حواجز تعطي لكل واحدة من هاتين المؤسستين استقلاليتها عن الأخرى. ويظهر ذلك جليا في غياب التواصل بين مكوناتهما، وعليه فإن تنشئة الطفل الإيجابية لا يمكن أن تنشأ على أساس مثالي وهمي يتميز بالهشاشة، ولتجاوز ذلك يقتضي على المجتمع تحريك قاطرة المفاهيم على أرض الواقع كمفهوم "التعاون"، "الشراكة"، "الانفتاح"، "التواصل"، "التنمية"، "الجودة"، "الإصلاح"،"النجاح". وكفى من الشعارات الرنانة والألفاظ المعسولة التي تعمق فقدان الثقة والتي يتكبد مرارتها الأجيال الصاعدة. ولعل أزمة التعليم في بلادنا هي ناتجة عن غياب سياسة تربوية تنشئوية حقيقية تتداخل فيها كل ما هو تاريخي، اجتماعي، اقتصادي، سياسي، بيداغوجي... ولهذا لا يمكن الحديث عن إصلاح تربوي تنموي ناجح ما لم يندرج في سياقه الصحيح المرتبط بهذه العوامل. وعليه فإن نجاح أي مشروع كيفما كان نوعه لا يمكن تحقيقه ما لم يأخذ في محوره الأساسي الإنسان وخاصة الأطفال. وكما قال محمد عباس نورالدين: "هكذا فالحياة، إذا كانت عبارة عن مسرح يؤدي كل منا فوق خشبته مجموعة من الأدوار المختلفة فإن للأبناء دورا في هذا المسرح لا يقل أهمية عن دورنا كآباء، بل إن دورنا يفقد معناه بدون دور الأبناء. فإذا كنا كآباء نعمل على نمو أبنائنا ونضجهم، فإننا في نفس الوقت ننمو وننضج معهم وبهم. بل سنكون بدونهم كالثمرة اليابسة وقد جف ماؤها وفقد نضارتها..." | |
|