من اهم ما يميز الإنسان عن بقية الكائنات هو قدرته على الكلام والتي تطورت مع الزمن ففي فجر التاريخ لم يكن البشر قد طوروا هذه القدرة بعد لكن ومع مرور الوقت اصبح الصمت مستحيلا.
لذا فقد نرى اليوم ان البعض يواجهون مشاكل في النطق وهي مشكلة قد تؤثر على حياتهم اذا لم يتم معالجتها. وتجد ان التلعثم من اكثر مشاكل النطق انتشاراً بالرغم من عدم اكتشاف اسبابه وقد يكون المريض على دراية تامة بما يريد ان يقول لكنه يعاني من مشاكل في نطقه بطريقة صحيحة حيث يواجه صعوبة في تدفق الكلمات بالتكرار كقول (انا انا انا عطشان) او التكرار كما في (اااااانا عطشان).
ومن الملاحظ ان واحد من بين كل 20 طفل يعاني من التلعثم في مرحلة ما وقد تبدأ الأعراض في الظهور في عمر سنة الى ست سنوات بعد فترة من التطور الطبيعي في النطق. وقد لوحظ ايضاً ان صعوبة النطق تكون أكثر شيوعا في الاولاد من الفتيات وعادةً ما تتفاوت درجة التلعثم ففي بعض الأحيان قد لا يمكن ملاحظتها وفي احيان اخرى قد تمنع الطفل من التواصل مع الاخرين.
ولحسن الحظ ما يتعافى معظم الأطفال الذين يعانون من صعوبة النطق دون علاج بغض النظر عن درجة تلعثمهم في البداية ولذا ما يرجح بعض الأطباء ان ينتظر الاباء لمدة سنة دون قلق ليروا ما اذا كانت صعوبة النطق ستنحسر دون اللجوء الى دعم طبي.
فيما يرى اخرون ضرورة علاج صعوبات النطق بمجرد ملاحظتها ويفضل ان يكون ذلك قبل سنوات الدراسة الاولى حيث يعتقد انه كلما طالت مدة التلعثم كلما قلت نسب الشفاء وقد يترك ذلك الطفل بمشكلة صعبة العلاج وقد تستمر حتى عند الكبر.
وقد تمكن العلماء في استراليا ونيوزيلاندا من اجراء ابحاث على اطفال يعانون من صعوبة النطق حيث تم اخضاع مجموعة منهم الى برنامج متخصص في علاج مشاكل النطق وتم وضع آخرين تحت الملاحظة دون علاج. ويتلخص البرنامج والذي طوره علماء في جامعة سيدني الإسترالية ويدعى (ليدكومب) في جعل الآباء يشجعون ابنائهم بإعطائهم تعليقات ايجابية عندما يتكلم الطفل بطريقة صحيحة في اوقات مختلفة من اليوم.
ثم قامت الجامعة بتقييم تقدم الحالات الخاضعة للبرنامج العلاجي عند عمر ثلاث وست وتسعة اشهر حيث وجدوا ان صعوبة النطق قد انحسرت بنسبة 77% مقارنةً بـ 43% لدى الأطفال الذين لم يخضعوا للعلاج.
لذا فقد لخص العلماء ان العلاج المبكر هو المفتاح لأمراض صعوبة النطق حيث تقل فرص استمرار التلعثم الى مرحلة الكبر.