محمود خالد النجار المدير العام للموقع
أوسمة العضو عدد المساهمات : 1152 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 11/11/2003 تاريخ التسجيل : 01/08/2009 العمر : 20 الموقع : مصر أم الدنيا العمل/الترفيه : طالب
| موضوع: لعلّه آخر رمضان الإثنين أغسطس 23, 2010 12:14 pm | |
| لعلّه آخر رمضان
الحمدُ لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إنها نعمة عظيمة أنْ أمدَّ اللهُ تعالى في عمرك فبلّغك هذا الشهر المبارك، ففيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتضاعف الأجور، قال تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يَجمعون}، قال المعلى بن الفضل: (كان السلف يدعون الله ستة أشهر أنْ يُبلِّغهم رمضان)، وقال يحيى بن كثير: (كان من دعائهم: اللهمَّ سلّمني إلى رمضان، وسلّم لي رمضان، وتسلّمه مني متقبلاً).
ولكن ليس كلّ من أدرك هذا الشهر عَرَفَ قدره واغتنم أيامه ولياليه، فمن الناس من يَنشغلُ فيه بتلاوة القرآن وقيام الليل وذِكر الله تعالى، وآخرون يقضون أوقاتهم بمشاهدة الأفلام والمسلسلات ولعب الورق والقيل والقال، فاحرص ـ أخي في الله ـ على إغتنام هذه الأوقات الغالية واحذر من تضييعها بلا فائدة؛ فإنّ اليومَ معدودٌ عليك، وإذا غابت شمسه؛ فإنّه لايعود، وكما قال الشاعر:
والوقتُ أنفس ماعنيتَ بحفظه..... وأراه أسهلَ ماعليك يضيعُ
فما يدريك ـ أخي الحبيب ـ لعلّ هذا الشهر هو آخر شهر من أشهر الصيام يمرّ عليك، فكم من أناس عاشوا بيننا في رمضان الماضي وهم الآن يرقدون بين الأموات.
كم كنت تعرف ممن صام في سلف**** من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهـــم **** حيًّا فما أقرب القاصي من الداني
فلا بُدَّ أنْ تعلم أنّ الموت يأتيك بلا استئذان، فكم من أُناس أدركهم الموت ولهم حاجات لم تقضى، والكيس من يعيش يومه وهو يظنه آخر أيام حياته، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح).
أؤمل أنْ أُخلّد والمنــايا ****** تدور عليَّ من كلّ النواحي
وما أدري وإنْ أمسيت يوماً***** لعلي لا أعيش إلى الصباح
قال بعض السلف: (كم من مستقبل يوماً لا يستكمله، ومن مؤمل غداً لا يدركه، إنكم لو رأيتم الأجل ومسيره؛ لأبغضتم الأمل وغروره).
إنّ الله تعالى قد قدّر لكل إنسان عمراًيعيش فيه على وجه هذه الأرض، وهذا العمر هو فترة الاختبار الذي خلقنا الله تعالى من أجله، قال سبحانه: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسنُ عملاً} وهذا الفترة هي أيام وليالي وهي بمحصلها عمر الإنسان، قال الحسن البصري: (يا ابن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضُك).
دقات قلب المرء قائلة له***** إنّ الحياة دقائق وثواني
ونهاية هذا العمر ليست معلومة للإنسان، قال تعالى: {وما تدري نفسٌ بأيِّ أرض تموت} فمايدريك أنّ هذه الأيام والليالي في هذا الشهر المبارك قد لا تحظى بها مرّة أخرى، وأن الأجل قد ينتهي بك قبل رمضان القادم، فاحرص كلّ الحرص على هذه الأيام والليالي واغتنمها في طاعة الله، قال ابن عمر: (ما ندمت على شيء، ندمي على يوم غربت فيه شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي).
وأخيراً؛ ليكن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أُسوتك في هذا الشّهر المبارك فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلّ ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن؛ فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجودَ بالخير من الريح المرسلة). رواه البخاري، وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (كان النبيّ صلى الله عليه و سلم إذا دخل العشر شدَّ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله ) رواه البخاري.
أسأل الله تعالى لنا جميعاً حُسن الخاتمة وصلّى الله وسلم وبارك على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ومواضيع مفيده فى القلم والحياه
http://msaber.ahlamontada.net
| |
|